خلال حفل استقبال بمناسبة "يوم أوروبا"
أقامت سفيرة الاتحاد الاوروبي ساندرا دو وال، حفل استقبال بمناسبة "يوم اوروبا"، في متحف روبير معوض - زقاق البلاط، في حضور ممثلة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام وزيرة السياحة لورا لحود، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب فادي علامة، ممثل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي السفير اسامة خشاب، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ووزراء: النقل فايز رسامني، الثقافة غسان سلامة، البيئة تمارا الزبن، العدل عادل نصار، الصناعة دجو عيسى الخوري، الاقتصاد عامر البساط، الدولة لشؤون التنمية الادارية فادي مكي، وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، والنواب: عناية عزالدين، ميشال الدويهي، ملحم خلف، نجاة صليبا وغادة أيوب وحشد من السفراء ومن ممثلي المؤسسات الأمنية.بداية النشيد الوطني اللبناني فنشيد الاتحاد الاوروبي.
دو وال
والقت السفيرة دو وال الكلمة الآتية: "نحتفل اليوم بيوم أوروبا وبذكرى إعلان شومان التاريخي الذي مهد الطريق لإنشاء الاتحاد الأوروبي.
يأتي يوم أوروبا اليوم في فترة تتّسم بتحديات كبيرة، سواء داخل حدود الاتحاد الأوروبي أو خارجها. فمن عودة الحرب في أوروبا إلى التوترات العالمية المتصاعدة وحالة عدم اليقين الاقتصادي، نتذكر مدى أهمية المشروع الأوروبي، وكم هو أساسي في دعم الشراكات القائمة على الحوار والثقة والاحترام المتبادل. وفي هذا السياق السريع التغير، أودُّ أن أؤكد من جديد أن الاتحاد الأوروبي كان ولا يزال شريكاً ثابتاً وموثوقاً للبنان.
يذكرنا اليوم أيضاً بشدة بمدى التغيير نحو الأفضل الذي قد يطرأ في غضون سنة واحدة فقط.
فقبل عام، وفي خضم النزاع الدائر والمأزق السياسي، كان من الصعب أن نتخيل أنفسنا واقفين هنا، مبتسمين في جو من الغناء والاحتفال.
ومع ذلك، فها نحن هنا اليوم. لقد بدأ لبنان يتأمل من جديد. إنّه أمل حذر، ربما، ولكنه أمل رغم ذلك.
أنا أدرك تمام الإدراك هشاشة الوضع الراهن. يجري انتهاك وقف إطلاق النار. لا تزال جماعات مسلحة تعمل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. يشكل الوضع المتطور في سوريا فرصةً ويثير المخاوف في الوقت نفسه. لا يزال يتعين على اللبنانيين معالجة مظالم أقدم من هذه الحرب، والحرب التي سبقتها، والحرب التي سبقتها.
ولكن إذا لم يكن هذا هو وقت الأمل، فمتى إذاً؟ بعد عام ونصف في لبنان، يمكنني أن أشهد ببساطة على أن أهم ما يملكه لبنان هو شعبه، أي سلوك إمكان الفعل، وحس ريادة الأعمال لديكم ورغبتكم في مواجهة المخاطر. الآن هو الوقت المناسب لبناء مستقبل أفضل، ولبنان الذي يرغب الشباب في العودة إليه لا إلى مغادرته.
إنَّ بناء مستقبل أفضل يبدأ بالسلام والاستقرار.
لذلك نستمر في تأييد التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 من قبل جميع الأطراف. وتحتاج البلاد أيضاً إلى حدود أقوى ــ ليس في الجنوب فحسب، بل أيضاً في الشمال والشرق والغرب عبر البحر. ولم ينفك الجيش اللبناني يعمل بلا كلل في أكثر الظروف صعوبة من أجل ضمان أمن لبنان. ونحن فخورون بدعم جهوده وجهود كل المؤسسات الأمنية اللبنانية التي نثق بأنها قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار للبنانيين.
إنَّ بناء مستقبل أفضل يبدأ أيضاً بإصلاحات مجدية، أي إصلاح القطاع المصرفي لتمهيد الطريق للتعافي الاقتصادي والاستثمار، وإصلاح الإدارة العامة من أجل المزيد من الشفافية والمساءلة في الشؤون العامة، وإصلاح القضاء لمكافحة الفساد، ومنع تسييس العدالة، وضمان الإشراف السليم على مؤسسات الدولة. وهذه ليست سوى أمثلة قليلة على ما يحتاج إليه لبنان ليقف على رجليه من جديد. بل هي أمثلة على ما التزمت به القيادة اللبنانية الجديدة: فخامة الرئيس في خطاب القسم والحكومة في بيانها الوزاري. ويتعين على مجلس النواب أيضاً أن يؤدي دوراً رئيسياً في تبني هذه الإصلاحات.
أودُّ هنا أن أنتهز الفرصة لأقرَّ بالتقدم المهم الذي تم إحرازه أخيراً، أي اعتماد مجلس النواب لقانون السرية المصرفية، وإعداد الحكومة لقانون استقلالية القضاء، وتنظيم الانتخابات البلدية والاختيارية. وقد تبدو هذه خطوات متواضعة، ولكنها خطوات ذات مغزى.
يفتخر الاتحاد الأوروبي بدعمه لبعض هذه الجهود. فرغم الفراغ في المؤسسات خلال الأعوام الأخيرة، تمكنّا من إطلاق وإدامة حوار حيوي بشأن الإصلاحات جمع الوزارات ومجلس النواب والمجتمع المدني للبدء بوضع إصلاحات مجدية في مجالات تمتد من العدالة إلى الطاقة. والوقت الآن مناسب لحصد ثمار هذا العمل. ونبقى مع الدول الأعضاء ملتزمين بالوقوف إلى جانب لبنان وتقديم دعمنا المستمر له".
وقالت: "على مدى العقد الماضي، عمل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على تكييف دعمهم للبنان لمواجهة التحديات المتفاقمة التي تواجهها البلاد.
واليوم، ثمة زخم متزايد من أجل شراكة أقوى بين الاتحاد الأوروبي ولبنان. وقد شهدنا العديد من الزيارات والبعثات الرفيعة المستوى هذه السنة، وسنشهد المزيد منها في المستقبل. ويعكس هذا رغبة في إعادة المشاركة وتعميق تعاوننا في وقت حرج.
لقد حان الوقت لإعادة ضبط العلاقة، والعمل على بناء علاقة تحقق فوائد ملموسة لكل من الاتحاد الأوروبي ولبنان، وتقوم على المصالح المشتركة والقيم المشتركة. فمن زيادة التجارة والاستثمار إلى تعزيز الروابط في مجالات التعليم والثقافة والإبداع، ثمة إمكانات هائلة. وتتوقف الاستفادة من المزيد من الفرص أيضاً على قدرة لبنان على التعافي والإصلاح وإعادة الإعمار. ومع وقوف لبنان من جديد على رجليه، هناك الكثير الذي يمكننا تحقيقه معاً.
يحتفي يوم أوروبا بشعار (الوحدة في التنوع)، وهو شعار الاتحاد الأوروبي نفسه. إنَّ روحية الوحدة في التنوع هي نفسها التي تجعل لبنان مميزاً وفريداً في المنطقة.
دعونا نقدِّر هذه القوة المشتركة ونبني عليها معاً. إنَّ الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على استعداد للسير على هذا الطريق معكم".