سفراء إلى المركزية بلا عمل والوزير في صدد "نفضة"
بعضهم يداوم يوماً أو يومين أسبوعياً والبعض الآخر لا عمل له على الإطلاق
وجدي العريضي- "النهار"
السلك الديبلوماسي وجه لبنان الحضاري والسياسي والثقافي، ولا سيما في ظل انتشار اللبنانيين في أصقاع العالم. ولكن ماذا يفعل السفراء في الخارج عندما يعودون إلى الإدارة المركزية؟ هل يعملون أم أن ذلك يعتبر بطالة مقنعة ويكبد الخزينة أموالاً باهظة، علما أن رواتب السفراء والعاملين في السلك الديبلوماسي كانت باهظة، قبل خفضها إثر الانهيار الاقتصادي. وسبق لوزير الخارجية يوسف رجي أن أعلن أنه على بينة من كل ما يحصل في الوزارة وسيقوم بـ"نفضة" شاملة على كل المستويات .
في الآونة الأخيرة عاد عدد كبير من السفراء إلى لبنان، أكانت مراكزهم في أوروبا أم في دول عربية وإفريقية وآسيوية، في انتظار التشكيلات الديبلوماسية للانتقال إلى هذه الدولة أو تلك. ولا ننسى أن ثمة محاصصة ودورا للمرجعيات السياسية والزعامات والأحزاب في المناقلات، فهذا محسوب على زعيم وذاك على آخر، وذلك تطلبه تلك العاصمة...
وزارة الخارجية لا تحبّذ الدخول في هذه المسألة، وتكتفي بالقول إن الوزير يقوم بدور كبير على صعيد ترتيب الأوضاع في الوزارة، بما في ذلك السفراء الذين يأتون إلى لبنان ويكونون موجودين في الإدارة، فبعضهم لا يعمل والبعض الآخر لديه مهمات موكلة إليه .
في هذا السياق يقول سفير لبناني سابق إن الأمور تبدلت عن الماضي، فالسفير كانت الأنظار شاخصة إليه أينما وجد، وتختلف الأمور بين هذه الدولة وتلك. فعندما تكون هناك جالية لبنانية كبيرة حيث السفير، يبرز دوره على مستوى المتابعة والمواكبة لشؤونهم وشجونهم، أما في الآونة الأخيرة فإن هناك أعداداً من السفراء في الإدارة المركزية، بعضهم يداوم يوما أو يومين أسبوعيا، والبعض الآخر لا عمل له على الإطلاق، في انتظار التشكيلات المرتقبة، والتي تحتاج إلى قرار سياسي وخصوصاً في بعض الدول المهمة المحسوبة على بعض الزعامات والمرجعيات السياسية. لذا يعترف بأن ثمة بطالة مقنعة، وبالتالي يمكن ترتيب الأوضاع، والأمر يحتاج إلى توافق سياسي. في اعتقاده أن وزير الخارجية الذي كان سفيراً وعلى بينة مما يجري، سيقوم بدور في هذا الإطار ولاسيما على صعيد السفراء الذين يأتون من الخارج ويجلسون في الإدارة المركزية من دون أي عمل.
