عقوبات أميركية على أذرع مالية لـ «حزب الله» شملت مسؤولَين رفيعي المستوى

عقوبات أميركية على أذرع مالية لـ «حزب الله» شملت مسؤولَين رفيعي المستوى

image

الراي... من قِمةٍ إلى قِمةٍ، تتنقّل المنطقةُ التي تقف في قلب عاصفةِ تحوّلاتٍ تتجاذبها رياحُ تغييراتٍ جيو - سياسية هبّتْ من تحت ركام ما بعد 7 أكتوبر 2023، ونيرانُ حروبٍ لم تخمد بعد وباتت «موْصولةً» في جوانب منها وبحُكْم الأمر الواقع بمآلاتِ المفاوضات المضنية حول النووي الإيراني وأخواته.

فبعد القمم التي شكّل محورَها الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب في زياراته للرياض والدوحة وأبوظبي، بما في ذلك مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعين، تتّجه الأنظارُ غداً إلى قمة بغداد العربية والتي اكتسبت أبعاداً أكثر أهمية في ضوء الدينامية الجديدة التي أحدثتْها الجولة الترامبية التاريخية.

وكما مع المحطات الخليجية الثلاث للرئيس الأميركي، فإن لبنان يترقّب ما ستخلص إليه القمة في ما خص واقعَه المحكوم بسِباقٍ بين حرب إسرائيلية لم تنتهِ رغم اتفاق وقف النار، وإن اتخذت طابعاً «موْضعياً» في استهدافاتها، وبين إنجاز سحْب سلاح «حزب الله» كأقصر الطرق لتفادي تجدُّد المواجهة الشاملة.

وفي الوقت رَسَّخَتْ جولةُ ترامب وما قيل خلالها عن لبنان وجودَ «انتظارٍ» لأن تُنْجِزَ «بلاد الأرز» ما عليها على صعيد حصْر السلاح بيد الدولة (بالتوازي مع الإصلاح المالي) و«جاهزيةٍ» للدعم الشامل متى حصل ذلك، فإنّ أوساطاً مطلعة تَعتبر أن بيروت تقف أمام امتحانٍ حقيقي لمدى قدرتها على تلقُّف ما يُخشى أنه «الفرصة الأخيرة» للنفاذ عبر «نافذةٍ» مفتوحةٍ لوقت غير مفتوح لملاقاةِ المرحلة التأسيسية في المنطقة، مستفيدةً من أمرين:

- عهدٌ جديد بقيادة الرئيس جوزف عون وحكومة الرئيس نواف سلام بدأ يستردّ ثقة الخارج بالوطن الصغير، وهو ما عبّرت عنه زيارات رئيس الجمهورية لدول الخليج خصوصاً وآخِرها الكويت.

- تكريس جولة ترامب في المنطقة تحوّلَ الخليج العربي قاطرةً دولية للاقتصاد والسلام وحجرَ الزاوية في «الشرق الحديث»، وهو ما يمكن للبنان الاستفادة منه متى حسَم عملياً موقعه على قاعدة الاختيار و«لمرة واحدة وأخيرة» بين أن يكون «هونغ كونغ» أو يبقى «هانوي».

وفي حين سيترأس رئيس الحكومة وفدَ لبنان إلى قمة بغداد، على أن يشارك رئيسُ الجمهورية في حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر، الأحد، أبلغت مصادر رفيعة المستوى، «الراي»، أن سلام ذاهب «لتأكيد عودة لبنان إلى الحضن العربي ومطالبة العرب باحتضانه والبقاء إلى جانبه ومساعدته على النهوض انطلاقاً من الخطط التي تعمل عليها الحكومة والعهد الجديد».

وبحسب المصادر، سيؤكد رئيس الحكومة في كلمته ولقاءاته «التزام لبنان الشرعيتين العربية والدولية ويطالب المجتمعيْن العربي والدولي بأن يساعدا لبنان على ضمان انسحاب اسرائيل من الأراضي التي ما زالت تحتلها وإرساء الاستقرار بما يتيح للدولة فرصة أساسية لبسط سلطتها وسيطرتها على كامل أراضيها وإطلاق مشروع النهوض واستكمال الإصلاحات».

عقوبات جديدة

وفيما كانت الأنظار لبنانياً على الاستعدادات للمشاركة في قمة بغداد وعلى المحطة الأخيرة من جولة ترامب الخليجية، وسط ارتياحٍ لـ «الحصة اللبنانية» من التداعيات الإيجابية لـ «إهداء» واشنطن للرياض رَفْعَ العقوبات عن سورية وتالياً ترسيخ حاضنة خليجية - عربية لـ «سورية الجديدة»، لم يكن عابراً إعلان الخزانة الأميركية فرْض عقوبات جديدة على «حزب الله» شملت مسؤولَين رفيعي المستوى فيه واثنَين آخرَين لدورهم بتنسيق التحويلات المالية للحزب.

وكانت الخارجية الأميركية أعلنت قبْلها فرض عقوبات على شبكة لبنانية تعمل على التهرب من العقوبات لدعم الفريق المالي للحزب الذي يشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تدر عائدات مالية للتنظيم.

وأوضحت الناطقة باسم الوزارة تامي بروس، في بيان، أن «مثل هذه الشبكات تساهم في تعزيز نفوذ إيران وحزب الله، ما يقوض استقرار لبنان».

وشملت العقوبات خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، ومن بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في الحزب.

وممن شملتهم العقوبات، معين دقيق العاملي (العاملي) الذي عُرف عنه على أنه «ممثل كبير» للحزب في قم وله صلاتٌ مع كبار عملاء الحزب وإدارة علاقاته الخارجية يعود تاريخها إلى 2001 على الأقل وشارك في تنسيق تسليم المدفوعات النقدية من إيران إلى كبار مسؤولي المال في «حزب الله» في لبنان الذين يعملون مباشرة مع مكتب الأمين العام السابق حسن نصرالله، وفادي نعمة (نعمة) وهو محاسب وشريك تجاري لرئيس وحدة المال المركزية إبراهيم علي ضاهر (ضاهر)، وحسن عبدالله نعمة (نعمة) المسؤول الكبير في حزب الله والذي يُسهّل فرص التمويل والتواصل الحزب في كل أنحاء أفريقيا، وله علاقات طويلة الأمد مع كبار قادته بمن فيهم نصرالله.

وجاءت العقوبات الجديدة على وهج مواقف ترامب من الرياض والتي قال فيها إن لبنان «ضحية لهيمنة حزب الله وتدخلات إيران»، وهو أمام «فرصة تأتي مرةً في العمر للتحرر من قبضة الحزب وليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه»، مشدداً على أن «حزب الله نهب الدولة اللبنانية، وجلب البؤس لشعبها ودمّر طموحاته».